مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

تصاعد معاناة الطلاب الموريتانيين داخل وطنهم

تتصاعد معاناة الطلاب الموريتانيين داخل وطنهم، بسبب بعد المركب الجامعي، وهو ما كانت له تأثيرات سلبية على هؤلاء ونفسياتهم.

فالطلاب الذين يقطنون في مناطق نائية ملزمون بشد الأحزمة مع ساعات الصباح الأولى، للوصول إلى النقاط التي تتواجد فيها الباصات، التي يزدحم فيها هؤلاء الطلاب أثناء المغادرة، وعندما تتأخر الباصات عن التوجه إلى المركب الجامعي لإعادتهم تبدأ مأساة أخرى، حيث يضطر هؤلاء الطلبة للبقاء بعض الوقت تحت أشعة الشمس الحارقة، وتتأثر النساء أكثر من الرجال خصوصا في الظهيرة ومع حلول الظلام، عندما لا تتوفر باصات النقل في الوقت المناسب للمناطق التي يتوجه إليها هؤلاء. وإذا ما عاد الطالب إلى أسرته، فإنه يعود مرهقا وفي وضعية نفسية يرثى لها، بعد رحلة شاقة إلى المركب الجامعي ومنه إلى منزل أسرته، الشيء الذي يعتبر البعض أن فيه تدمير لأدمغة هذا الجيل الذي قرر مواصلة الدراسة، فإذا به يصطدم بصخرة واقع مؤلم، ناتج عن بعد "المركب الجامعي" وصعوبة الوصول إليه ومغادرته، خصوصا وأن بعض الطلاب يضطرون أحيانا في حالة عدم توفر الباصات إلى السير على أقدامهم للوصول إلى طريق نواذيبو، في رحلة بحث عن وسيلة لإيصالهم إلى المدينة، وأحيانا يضطر بعض الأساتذة إلى اصطحاب بعض الطلاب معهم إلى وسط العاصمة.

ويجري الحديث داخل أوساط الطلاب، عن هواجس نفسية لدى بعض الطلبة، تدفعهم للحديث عن وجود الجان بالمنطقة التي يوجد فيها المركب الجامعي، وتبعا لذلك فإنهم يصرون على المغادرة قبل حلول الظلام، ويتناقل الطلبة أحاديث متعددة حول بعض الأمور التي وقعت بالمركب، يعتقدون بأن لها علاقة بالجان، وعندما تحضر الباصات لنقل الطلاب، يبدأ السباق الذي لا يفرق فيه بين الطالب أو الطالبة، هذا في وقت يلاحظ النقص الحاد في أعداد باصات النقل، وهو ما يجعلهم يتكدسون داخل الموجود منها بطريقة مهينة.

ومن اللافت للنظر، أن الطلاب كلما تحركوا للتعبير عن رفضهم للواقع المأساوي الذي يعانون منه، لا يجدون آذانا صاغية، وإنما يجدون القمع والطرد، بدلا من الجلوس معهم على طاولة التفاوض لإيجاد تسوية لمشاكلهم المتفاقمة.

 

 

 

ثلاثاء, 01/05/2018 - 08:38