
عاد الجدل من جديد حول ظروف مقتل القائد الأسبق للجيش الموريتاني محمد الأمين ولد انجيان رحمه الله، صبيحة الثامن يونيو خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة التي قادها فرسان التغيير.
فقد تجدد الحديث عن هذه الجريمة، فكشف الضابط الإستخباراتي السابق في الجيش الموريتاني الرائد أحمدو ولد امبارك عن تفاصيل جديدة حول العملية، وفي تفاصيل أخرى قال
وكان زعيم "فرسان التغيير" صالح ولد حننه، قد قال حول مقتل ولد انجيان: "النظام هو من يتحمل المسؤولية، أما نحن فلا نعتبر القتل ورقة ضغط على أي طرف من أجل نجاح محاولتنا و الكل يعرف أننا ما جئنا لنفسد في الأرض. و يمكن الرجوع إلى حكم المحكمة التي تحمل وزارة الدفاع مسؤولية قتل المرحوم محمد الأمين ولد انجيان"
كما سبق للمدون شنوف ولد مالكيف، أن كتب قائلا: "
المرحوم علم بالمحاولة في وقت مبكر من مساء يوم 7 يونيو عن طريق ضابط ما زال في الخدمة لكنه لم يأخذ البلاغ علي محمل الجد و اعتقد ان ذلك يدخل في إطار الصراعات بين الضباط و كذلك لأن الضابط لم يحدد له التوقيت بدقة و طلب المرحوم من الضابط المذكور ان يعمق البحث في القضية و أن يوافيه بأي جديد.
قبل خروج الدبابة الأولي من كتيبة المدرعات بفترة وجيزة جاءت الأخبار هذه المرة بدقة إلي المرحوم محمد الأمين ولد أنجيان مباشرة بعد ذلك تحرك العقيد إلي مكتبه و بدأت مع الرئيس التواصل و كذلك مع قادة الوحدات و هذا ما نتج عنه أن الانقلاب لم ينضم إليه أي قائد وحدة عكس ما يحدث عادة.
سأتجاوز الكثير من التفاصيل هنا و التي امتلكها بعضها بدقة لأصل إلي بيت القصيد ففي صباح يوم 8 يونيو سيطرت بعض الدبابات علي مقر قيادة الأركان بعد قصف مكثف أدي الي حدوث قتلي و جرحي خاصة في مقر كتيبة القيادة و الخدمات في الطرف الجنوبي من قيادة الأركان.
و تمركزت احدي هذه الدبابات في مواجهة قيادة أركان حيث كان مبني الدرك يوجد خلفها و كانت فوهة مدفعها تتجه صوب الغرب في اتجاه نافذة مكتب قائد الجيش و كانت تقف قرب عمود للكهرباء كانت توجد عنده سابقا نقطة لتزود بالوقود و كانت يوجد يمين الدبابة مبني كان يحتضن مقر كتيبة القيادة و الخدمات قبل ان يتم بناء مقر جديد لها.
هذه الدبابة كان يقودها إمام مسجد كتيبة الدبابات الملازم موسي ولد سالم و كان يتلقي الأوامر في بعض الأحيان من الملازم الأول محمد ولد حم فزاز(لا يوجد تأكيد لأي دور له في مقتل المرحوم) .
كان قائد الأركان يجري الاتصالات مع قادة الوحدات و سجلت له مكالمات حتى مع خواص الي غاية الساعة 10 و 10 دقائق تقريبا.
قبيل هذا التوقيت وصل الرائد السابق صالح ولد حنن الي مقر قيادة الأركان بعد ان تم اعتقال اغلب قادة المكاتب فيها و أخي الملازم أول سعدن ولد حمادي ادري بتلك الاعتقالات و ما حدث فيها من فكاهة ليست في وقتها (انوه هنا ان سعدن ليست له أي علاقة بمقتل المرحوم محمد الأمين ولد أنجيان).
الرائد صالح طلب من العقيد انجاي انجوار و هو من أكثر الضباط ثقافة و كان مستشارا للمرحوم أن يصعد إليه و أن يطلب منه النزول من اجل النقاش معه مع تهديد بقصف المقر إذا لم ينفذ ذلك الأمر.
العقيد انجاي انجوار الذي لم يشاهده أي عسكري و هو يحمل سلاحا منذ فترة بعيدة لأن مهمته أصبحت أكثر في التخطيط منها في العمليات صعد الي قائد الأركان و كان اعزل كعادته و وقتها كان العقيد الشيخ ولد اشروف(الذي يتهمه البعض) و آخرون في عهدة "سعدن" و بعد فترة وجيزة عاد العقيد انجاي انجوار بجواب العقيد المرحوم محمد الامين ولد انجيان انه لا يناقش مع "الانقلابيين و المتمردين" هذا الجواب اغضب الجماعة و بعد دقيقة واحدة انطلقت قذيفة التحذير الأولي التي كانت كاريثية حيث أصابت قائد الأركان و عسكري أخر يلازمه هو المرحوم المختار و قد وجد جثمان العقيد المرحوم بعد ذلك هو علي الأرض و كان يمسك سماعة الهاتف الثابت لمكتبه مما يعني انه لم يضطرب من تهديد الجماعة و كان يمارس عمله لحظة إصابته.
أشير فقط للفائدة ان الملف الخاص بالقضية كان يحوي و هذا مؤكد صورتان التقطتا خلسة من احد مكاتب الدرك للدبابة قبل و بعد عملية إطلاق القذيفة و توضح الصورة الثانية مكان دخول القذيفة من الحائط الشرقي لمكتب قائد الأركان و هي الاثار التي بقت لأيام و كل ضباط و ضباط الصف و جنود قيادة الاركان شاهدوا اثر القذيفة الوحيدة في الجدار الشرقي لمبني قيادة الاركان".
وكتب القائد الأسبق للجيش العربي ولد جدين قائلا: "
اتهم قائد أركان الجيش السابق العقيد العربي ولد جدين الرائد صالح ولد حنن بتزوير التاريخ، وتحريف الوقائع، بخصوص شهادته على عصر الانقلابات في موريتانيا، وأكد ولد جدين أن دم المرحوم ولد انجيان سيظل في عنق ولد حنن إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وكتب ولد جدين ما نصه:
كنت كغيري من أبناء جيلي ننتظر شهادة الرائد صالح ولد حننا علي عصر الانقلابات العسكرية في موريتانيا ، وخصوصا الانقلاب المشؤوم الذي راح ضحيته خيرة ضباط بلادي كفاءة والتزاما العقيد المرحوم محمد الامين ولد انجيان، الذي سيبقي دمه دينا في عنق صالح وزمرته الي ان يرث الله الارض ومن عليها ،، دعوني أحكي لكم القصة كاملة التي رواها لي والدي طيب الله ثراه المرحوم العقيد محمد ولد امحيمد، حيث قال لي رحمه الله أنه وفي تمام الساعة الثانية عشر والربع بعد منتصف الليل اتصل به احد الضباط الانقلابين وابلغه ان هناك تحركا انقلابيا ضد نظام معاوية سينفذ بعد ساعات، فقام والدي وتابط بزته العسكرية وركب سيارته قاصدا قيادة الإدارة البحرية حيث يعمل، وفي طريقه وبالقرب من سوق “صونادير” مرت بالطريق الموازي له دبابة فتأكد من الخير وواصل طريقه الي مكان عملة .
وعندما وصل اتصل بالضباط العاملين معه وهم ضباط معروفين لازالوا احياءا يرزقون ، هذا بالإضافة إلي أربعين عسكريا تم استدعاؤهم من ثكنة “اجريدة” وفي خضم هذه المشاورات ابلغ والدي ان نائبه قد أعطي الأوامر بإخراج ذخيرة حية وسيارات من قيادة البحرية ، وعندما تم التحقيق في الأمر اعترف نائبه أنه من ضمن الانقلابيين فتم القبض عليه ، وقرر والدي رفقة الضباط المتواجدين معه الخروج رفقة اثنين وثلاثين من خيرة العسكريين متوجهين إلي الساحة المحاذية للثانوية العربية ، وهنا وقعت اشتباكات في بعض الأمكنة وخصوصا ساحة قيادة الأركان وبعض الأمكنة التي كان الانقلابيون يقبضون فيها علي الضباط والجنود الذين قبضوا عليهم ، وهنا يشير والدي إلي الانقلابيين كانت لديهم نية مبيتة لاستخدام القوة المفرطة ضد كل من يعترض طريقهم ، وفي هذا الإطار اسمحوا لي ان اشكك في غالبية ماجاء على لسان صالح في شهادته علي العصر ، وانها شهدت تزيفا للحقائق وتحريفا للتاريخ الذي شهد صناعه انه لايرحم، ومن هذا المنبر فإنني ادعوا كافة الضباط وضباط الصف والجنود الشرفاء ، ان يضعوا حد لهذه المهزلة وان يصححوا هذا الجدل البيزنطي الدائر وان يوضحوا لنا الحقيقة الغائبة لحقبة مهمة من تاريخنا المرير المثقل بالكذب والتحريف ، وفي الأخير فإنني أعود وأقول ان دم المرحوم العقيد محمد الامين ولد انجيان لن يضيع هدرا، وأنه سيبقي دينا في عنق صالح وزمرته الي ان يرث الله الارض ومن عليها".
وكانت مجموعة من النواب، ضمت حينها قياديين من "فرسان التغيير"، قد طالبت بفتح تحقيق حول ظروف مقتل ولد انجيان، حيث ضمت القائمة كلا من:
طالب 24 نائبا في البرلمان الموريتاني بفتح تحقيق حول ملابسات مقتل العقيد محمد الأمين ولد أنجيان قائد أركان الجيش الموريتاني السابق وإنارة الرأي العام حول ملابسات الوفاة.
وقد وقع العريضة عن تكتل القوي الديمقراطية المعارض :
1- عبد الرحمن ولد ميني
2- محمد محمود ولد لمات
3- يعقوب ولد أمين
4- الناه بنت شيخنا
5- مريم بنت بلال
6- أمات بنت سمت
بينما وقع عن حزب تواصل ذو الخلفية الإسلامية كلا :
1- جميل ولد منصور
2- السالك ولد سيدي محمود
3- محمد الأمين ولد محفوظ
4- المصطفي ولد محمد سالم
كما وقعه عن حزب التحالف الشعبي التقدمي المعارض كلا من :
1- شيخنا ولد السخاوي
2- المعلومة بنت بلال
كما وقعه عن حزب الوئام :
1- النائب باب ولد سيدي
2- القاسم ولد بلالي
وعن حزب حاتم :
1- صالح ولد حننا
بالإضافة إلي النائب المرحومة النمه بنت مكيه وأحمد ولد يحفظ الله وسي صمبا.
وكان زعيم "التكتل" أحمد ولد داداه، قد طالب خلال حكم ولد عبد العزيزبإجراء “تحقيق مستقل” في ملابسات مقتل قائد الجيش السابق العقيد محمد الأمين ولد انجيان خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة في 8 يونيو 2003. معتبرا بأنظروف وملابسات” مقتل ولد انجيان “لا تزال غامضة” و”مثار جدل” في أوساط الرأي العام، مضيفا بأن وفاته بتلك الطريقة كان لها تأثير سيئ على “معنويات الجيش”.
وكان ولد عبد العزيز قد قال إن قتلة القائد السابق لأركان الجيش الوطني العقيد محمد الأمين ولد أنجيان معروفون للجميع، حيث قتل بقذيفة دبابة على مسافة 100 متر من مكتبه بقيادة الأركان، وقال ولد عبد العزيز إن الحكومة لا تخاف من التحقيق في مقتل ولد أنجيان.
وقال ولد عبد العزيز إن المسؤولين عن تلك القضية معروفون جدا، والذين قادوا تلك المحاولة الانقلابية معروفون للجميع، خصوصا أن ولد أنجيان مقتول بقذيفة دبابة، في إشارة إلى تنظيم فرسان التغيير. معبرا عن “الاستعداد” لفتح تحقيق في ملابسات مقتل ولد انجيان “إذا كان مفيدا”، متهما ضمنيا العسكريين الذين نفذوا المحاولة الانقلابية بالمسؤولية عن مقتله باعتبار أنه مات بفعل قذيفة أطلقتها دبابة، والدبابات كانت كلها في ذلك اليوم تحت سيطرة قادة الانقلاب الفاشل
وكتبت كريمة المرحوم ولد انجيان ذات يوم، قائلة: "لقد كانت أسباب الوفاة بحسب معاينة جثمان الفقيد رحمه الله وشهادة الوفاة بعد قضاء الله وقدره هي استقرار شظية من قذيفة دبابة بمؤخرة الرأس بعد أن انفجرت عند نافذة المكتب قبالة الباب الرئيسي لقيادة الأركان في الساعات الأولى من فجر اليوم الأول للمحاولة ... من كان يسيطر حينها ؟! ومن يقود المدرعات ؟!!!
تم نقل جثمان الوالد رحمة الله علينا وعليه من مسرح الجريمة بعد مرور 24ساعة على استشهاده بقيادة الأركان أي في صبيحة اليوم الثاني للمحاولة الانقلابية الموافق ٩ يونيو إلى المستشفى العسكري للمعاينة قبل الشروع في إجراءات التشييع والدفن ...
تشير المعلومات الأولى حينها عن إنقطاع الاتصال بقائد الأركان مباشرة بعد قصف مكتبه من قبل دبابة تابعة لقائد المحاولة الانقلابية بعد تعثر مساعي للحوار بين الطرفين لتسري شائعة بإصابته قبل أن يتأكد لخبر الوفاة ...
هل تعلم أن الأسرة تقدمت رفقة أسر الشهداء والمتضررين بتقديم دعوى ضد قادة المحاولة الانقلابية بعد أيام من الفاجعة و نتيجة هرب المتهمين لم تتابع الأمر الذي اعتبرته قد انتهى بمجرد اعتقالهم ومحاكمتهم قبل تفاجأ بمسلسل العفو وما تلاه ...
هل تعلم بأن المعلومات المتداولة تحدثت أيضا عن تحقيق سري تم حينها بإشراف من قيادة الدرك ونجل الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد ولد الطائع وأنه خلص بتأكيد ضلوع قائد المحاولة الانقلابية بتصفية قائد الأركان أمن المعقول أن يتم تجاهل كل ذلك لأن المتهم أنكر وشهد لنفسه ... ماذا عن بقية الضحايا ؟!!"
واتهم القائد السابق في "فرسان التغيير" محمد الأمين ولد الواعر بعض رفاقه بالمسؤولية عن جريمة قتل ولد انجيان