
عاد ليلة الخميس إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط، زعيم حركة "إيرا" بيرام ولد اعبيد من رحلة خارجية قادته إلى عدة دول، إلتقى خلالها مع الجالية الموريتانية هناك وعقد سلسلة لقاءات معها.
وقد عاد الزعيم بيرام إلى نواكشوط، برفقته حرمه ليلى، ووجد أنصاره في استقباله، لكن الأمن ممثلا في الدرك والشرطة منعهم من استقباله، حيث قام بمصادرة مفاتيح السيارات والتي لم يسلم منها عناصر الصحافة الذين حضروا لتغطية فعاليات استقبال ولد اعبيد.
وصرح بيرام ولد اعبيد عقب وصوله بتصريحات صحفية، عبر فيها عن استنكاره الشديد لمنع أنصاره من استقباله، قائلا بأن استقباله بالوحدات الأمنية والعسكرية المدججة بالسلاح يعتبر فضيحة أعظم من فضيحة صلاة العيد، التي تشاجر عليها القوم وتحاسدوا ولم يستطيعوا إقامتها في غياب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، نتيجة تناحر أجنحة النظام، التي تشل العمل الحكومي، وتنشغل في الصراع البيني بينها. مضيفا أنه عند قدومه للمطار قادما من داكار حبست الشرطة أنصاره في المطار، وصادرت مفاتيح سياراتهم، بينما رأى عند نزوله وحدة من الحرس الرئاسي مقنعة تمد فيه أسلحتها، فظن أنه من أصحاب حبوب الهلوسة، أو مسؤول عن جرائم تبييض أوتسويد الأموال، أو أحد مختلسي أموال الشعب من المسؤولين الذين يتعطش المواطنون لاعتقالهم، أو أحد بائعي الأدوية المزورة، قبل أن يتفاجأ بأنه أمام مسرحية مفبركة. مؤكدا أن الشرطة أخبرته أن الداخلية والرئاسة أصدروا أوامر بمنع أنصاره من التجمهر غير المشروع، فرد عليهم بأن أنصاره لا يتجمهرون وإن مصادرة مفاتيح سيارتهم ومنعهم من حقهم في التجول المكفول بالدستور هو ما سيدفعهم للتجمهر، مشددا أن الشرطة بحبسها لسيارات أنصاره تصنع التجمهر غير المشروع. معتبرا أن منع أنصاره من استقباله، وإبعاد الدرك لسيارته عن بوابة المطار، واستقباله بالوحدات العسكرية فصل جديد من فصول ماه سماه " الحكامة الدنيئة البدوية حكامة الفركان وهو غير مقبول ويشهد الموريتانيين على ذلك".
وشبه بيرام ما حدث له بالمطار بما سماه هلوسة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز التي طبعت تعامله معه في الماضي حتى أسقطه قومه، معتبرا أن نفس السيناريو بدأ يتكرر مع غزواني "وسيسقطه قومه الذين معه وسيسجنونه ولن يجد إلا بيرام حينها".
وقال بيرام، إنه استمع لقصص مغتربين موريتانيين "تختلف في التفاصيل وتتفق في الأسباب والنهايات"، مضيفا أن هؤلاء المغتربين "هجرهم وطنهم حين أصبحت الحكامة تتشكل من أصناف الظلم والحيف وانعدام الأمل وأضحى التعسف وجبة تفرض يوميا على كل الموريتانيين".
وتابع: "أشعر بثقل المسؤولية عندما اتفق الموريتانيون في أمريكيا وأوروبا أنني أمثل أملكم في غد يتطلع لإنقاذ الموريتانيين من الغرق الوشيك والماحق والمتسلسل والمتلاحق". مشيرا إلى ظاهرة "التزوير، تزوير الضمائر والشهادات والكفاءات والامتحانات والرتب والترقيات والعملات والصفقات والسلع والأدوية والرؤساء والعمد والنواب". مشددا على أنه يعمل من أجل "تدارك بلد بات يتخبط في وحل المخدرات وتبييض الأموال وتسويد سمعة الدولة وإ ضعاف لحمة الشعب في أتون حزازات القبلية والفئوية والعرقية والعنصرية".