
تعيش العاصمة انواكشوط هذه الأيام في ظل موجات حر كبيرة و بداية موسم خريف لم تتشكل بعد ملامحه لقلة التساقطات المطرية داخل أجزاء و مناطق واسعة من الوطن ،
علي وقع أزمة عطش حادة غير مسبوقة و علي نطاق واسع.
تفاقمت لدرجة انعدامها في مناطق و أحياء شعبية مختلفة.
تعود أحيانا في آخر ساعات الليل عندما يكون السكان نياما داخل مناطق محدودة و بقوة ضخ ضعيفة و كمية ماء لا تكفي لتعبئة برميل خاصة أن معظم المشتركين اعتادوا الارتباط بالشبكة مباشرة منذ بدء تشغيل مشروع آفطوط الساحلي مؤخرا نتيجة لقوة الدفع والضخ بداية إنطلاق المشروع
مما أرغمهم علي التخلي عن وسائل و آليات تخزين الماء القديمة كالخزانات والبراميل داخل المنازل ظنا بأن عهد الإنقطاعات قد ولي مع دخول المشروع الوليد مراحل التشغيل الفعلي و تزويد العاصمة انواكشوط بالماء الشروب علي مستويات واسعة مقارنة بما كان يحصل في العقود الأخيرة .
يأتي هذا بالتزامن مع إنقطاعات طويلة و في أوقات الذروة لخدمة الكهرباء مما زاد من حجم المعاناةل.
نتيجة الأعطاب الفنية الطارئة و تهالك الشبكة مما يؤثر سلبا علي واقع التغذية و جودة التيار .
و يتسبب في تعطيل الحياة اليومية.
و هو ما يشكل مصدر إزعاج جديد و إستياء و توتر دائم للمواطن .
الغريب في الأمر أن أسباب تكرار أزمة العطش الحاصلة هي نفس الأسباب و العوامل السابقة رغم حملة الإقالات المفاجئة و الواسعة التي شملت أنذاك أطر و مسؤولين بارزين داخل شركة المياه SNDE .
مما يؤكد جليا عدم إستخلاص العبرة من الماضي .
و التقصير طيلة هذه الفترة في إتخاذ التدابير اللازمة الكفيلة لتفادي أزمة العطش من جديد و خاصة في أوقات الحر و الصيف قبل المضي قدما في إتجاه الحلحلة المستدامة .
فما بعد العام إلا الأكل .
فإنقطاع المياه وفق تصريحات القائمين علي شأن القطاع عائد للقيام بأعمال صيانة من جهة و تراجع الإنتاج من جهة أخري بسبب الإرتفاع المفاجئ الكبير لمنسوب الطمي في مياه النهر.
و هو ما يستدعي قديما في مثل هذه الحالات لدي المجتمع الموريتاني ما يسمي ب ( لغريف من فوق ) .
في حين يري معظم المراقبين للشأن الوطني و يؤكد أن التطمينات المتكررة للجهات الرسمية و الوصية و القائمة علي القطاع بقرب عودة المياه لمجاريها،
ما هو إلا ( سقي الكمون )
في ظل إستمرار الأزمة .
و مطالبة الساكنة بإيجاد حلول عاجلة و مستدامة لهذه المشكلة
بعدما أستغل بعض التجار ولا غرو الشح الحاصل و تربحوا من المعاناة من خلال الارتفاع المذهل للأسعار دون ضوابط قانونية أو أخلاقية في الوقت الذي حاصرت أزمة العطش الأحياء و العائلات .
حيث يرون بأنهم يقدمون خدمة مقابل سعر يحدده قانون العرض و الطلب أمام شح موارد مياه طالت في عمومها حنفيات شحن صهاريج لم تشهد ابدا حالات انقطاع بهذا المستوي منذ أمد بعيد.
واقع يستوجب تشكيل خلايا أزمة مكونة من الجهات الرسمية و المنتخبة( صوت الشعب ) و بإشراك الساكنة لمواكبة الوضع و تدبير الأوضاع و إنارة الرأي الوطني ،
في انتظار الولوج لمراحل انتاج تغطي و تلبي حاجات المواطن من الماء الشروب في كل المواسم و المناسبات فإن ما تحتاجه ساكنة انواكشوط اليوم هو صلاة إستسقاء جماعية مقبولة تعيد المياه لمجاريها الطبيعية ليس إلا !!
سقانا الله و إياكم من حوض نبيه الكريم محمد صلي الله عليه وسلم.

