مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

تشويه سمعة الوطن و المواطن لا يخدم قضية و لا يبني وطنا/ بقلم: اباي ولد اداعة

من المؤسف جدا أن نجد بعض قادة الرأي و الفكري و دعاة الإنفصال

ممن ينشطون في مجال السياسة و حقوق الإنسان و يستثمرون في خطاب المظلومية و الشرائحية و الفئوية و قضايا المجتمع .

كلما ضاق بهم الحال دون الوصول لمبتغاهم سئموا .

و قاموا بنشر و إشاعة أخبار مغلوطة و مضللة من خارج الديار تسيئ لسمعة الوطن و تمس من كرامة المواطن .

بغية تشويه صورة وطننا خارجيا و إلحاق الضرر بسمعته و بأبنائه .

بهدف التشهير أو الإنتقام أو التهكم أو السخرية .

في حين يري بعض المراقبين أن إثارة بعض الجهات لملف القضايا الحقوقية العالقة من خارج الوطن تارة بهذا الشكل المثير للنعرات و حسب المزاج تارات أخري ،

هو إستغلال سيئ و خبيث لقضايا الوطن من أجل تحقيق أهداف سياسية أو فوضوية .

يأتي هذا في زمن أختلطت و تغيرت فيه المفاهيم و طغت فيه أيضا النزعة النفعية علي حساب المبادئ و القيم الوطنية .

و أنقلبت المعايير حتي صار التسليم بالمعاني الحقيقية الثابتة مضربا للشك و التكذيب أو التدليس من قبل البعض .

إن إستخدام المبادئ و القيم و الثوابت علي أساس حقوق الإنسان أو كذريعة لتشويه صورة الوطن والمواطن علي حد سواء .

هو إساءة إستخدام لمفهوم حقوق الإنسان .

يشكل إنحرافا عن الفطرة و خروجا عن الأسس الدستورية للبلاد و السياقات السياسية العادلة .

كما يعد من جهة أخري دعوة هدامة للخروج علي دعائم الوحدة الوطنية .

إذ لا شك أن التحامل الكيدي علي الوطن و السعي لتشويه سمعته و الإرتهان إلي الخارج لحلحلة القضايا الوطنية العالقة أمر مفروغ منه .

لم يعد يناسب المرحلة في ظل نظام ديمقراطي كفيل بضمان حقوق المواطن .

و بفضل الوعي الحاصل لدي الشعب ،

فلا وصية علي الوطن إلا من داخل الوطن و عبر صناديق الإقتراع .

إن التشويه المفتعل لسمعة و صورة الوطن من خلال تقديم حقائق كاذبة مضادة مشكوك في صحتها إلي حد بعيد .

أو عن طريق التخابر لصالح هيئات و منظمات و جهات أجنبية معادية للوطن تتأبط شرا بالبلاد و العباد .

أو عبر إعداد مؤتمرات صحفية ،

كل ذلك لا يمكن أن يضفي أو يعطي الحق أو الشرعية لقضية لاحق لها في الأصل مبنية علي إفتراء و كذب و إختلاق الحقائق و تلفيقها .

و أن صناعة الحدث و التاريخ و تحقيق المكاسب السياسية و المزايا المادية و العدل و التحلي بسلوك المواطنة .

لا يتأتي من تعكير الأجواء أو محاولة تكدير صفو السلم الإجتماعي.

و علي هذا النحو من الإساءة و مخادعة الشعب .

إن النقد البناء ضرورة للإصلاح لا وسيلة للهدم .

فإنتقاد الأوضاع حين يكون مبنيا علي رؤية نزيهة و أسلوب أخلاقي فهو علامة صحة في المجتمع .

غير أن تجاوز حدود الأدب و اللباقة نحو الإساءة للوطن و تشويه سمعته ،

فذلك لا يخدم قضية و لا يبني وطنا .

بالتأكيد مازلنا بحاجة إلي ترسيخ ثقافة المصلحة العامة فوق المصالح الشخصية .

إذا ما أردنا النهوض بوطننا نحو غد أفضل .

لا يختلف إثنان علي أن موريتانيا بلد محافظ و مسالم و مضياف يكره الغلو و التطرف و لا يؤمن بالعنف ، آمن و مستقر بفضل نجاعة مقاربته الأمنية الوطنية في الحد من التهديدات الإرهابية .

رغم ما يعيشه المحيط الإقليمي من إضطرابات أمنية مستمرة و حالات غليان سياسي و إحتقان طائفي و إنفلات أمني و عنف قاتل لا حدود له .

ففي مثل هذه الحالات من الإساءة ينبغي أن ننحاز إلي جانب الوطن و مصالحه العليا .

و أن لا نرضي تحت أي ظرف كان بالتطاول أو التحامل الكيدي عليه و إلصاق التهم الكاذبة و المفبركة في حق الوطن و أبنائه .

صحيح قد نختلف في الرأي او المواقف مع السلطات أو نعارض النظام الحاكم

حق يكفله الدستور ،

بينما نتفق و نتقاطع علي أن دوران عجلة الإصلاحات داخل البلد بطيئ و يعيقه فساد مستشري أضحي ثقافة سائدة داخل المجتمع .

بسببه أسعار مواد الإستهلاك في إرتفاع متزايد و الخدمات الأساسية في تراجع و تدني و البطالة داخل أوساط الشباب في تصاعد ...الخ ،

نحن في عجلة من أمرنا ،

أملا في أن ينعم المواطن و يستفيد من مقدرات و خيرات و ثروات بلاده و يعيش بكرامة .

( لكن مافيه عجلة قبل إصلاح ) .

إلا أنه ليس من الحق أن نسعي إلي تشويه سمعة وطننا بأي دوافع كانت .

لنتيح الفرصة لكل من يريد السوء او النيل منه أو التقليل من مكانته .

ذلك أن التعبير عن الرأي أو المواقف شأن و الإساءة إلي الوطن أو المواطن بتشويه سمعته شأن آخر .

فماذا أكثر من الإساءة للوطن و العمل مع سبق الإصرار و الترصد علي تشويه سمعته خدمة لآجندات خارجية أو مصالح ضيقة ؟

تأسيسا لما سبق ينبغي أن يعلم المواطن أيا كان أن بلدان و مجتمعات العالم مهما قدمت له من إغراءات و إمتيازات سوف لن تغنيه عن وطنه و أهله .

كما قال الشاعر قتادة ابن ادريس ،

بِلاَدِي وَإِنْ جَارَت علَّي عَزِيْزَةٌ

وَأَهْلِي وَإِنْ ضَنُّوا عَلَّيَ كِرامُ ،

و أكده أيضا الشاعر اللبناني فوزي المعلوف قائلا :

مهما يجر وطني علي و أهله

فالأهل أهلي والبلاد بلادي .

لقد أثبت التجارب مدي دناءة و وضاعة من يسيئ و يشوه سمعة وطنه و يقف مع أعدائه بغض النظر عن الأسباب و المسببات و المبررات و لو بذريعة دعاوي الإصلاح .

لأنها سوف لن تبرر علي الإطلاق .حجم الأضرار الناجمة عن تشويه صورة الوطن و التحريض عليه و الاصطفاف إلي جانب أعدائه .

ما نتطلع إليه اليوم أكثر من أي وقت مضي هو خطاب جامع و حوار شامل بمشاركة الجميع يراعي المصلحة العامة و يمهد للخروج بنتائج إيجابية توافقية تقدم فيها تنازلات مؤلمة تؤسس لمرحلة جديدة من الإنسجام و الوئام و حب الوطن و البناء .

و تحدث قطيعة تامة مع الفساد .

و تحقق عدالة إجتماعية وفق مقتضيات دولة الحق و القانون الكل يجد نفسه فيها .

و تجسد التقسيم العادل للثروات بشكل تعم فيه الرفاهية و تذوب من خلاله كل الفوارق الإجتماعية .

إن الوطن فوق كل إعتبار

و موريتانيا أمانة في أعناقنا .

حفظ الله البلاد و العباد

 

اثنين, 01/09/2025 - 07:17