
توافدت علي مدينة انيورو الساحلية الحموية عقب التهديدات الإرهابية الأخيرة،
أعداد كبيرة و كبيرة جدا تعد بآلاف الأشخاص و العائلات من الأتباع و المحبين و الموريدين من مختلف جنسيات دول العالم و خاصة دول منطقة الساحل و الغرب إفريقي .
موريتانيا، مالي ، السينغال ، بوركينافاسو، كوتديفوار، النيجر ،
اتشاد ، نيجيريا، غينيا ..... الخ .
و هو ما يعكس حجم التقدير و أهمية المكانة التي يحظي بها شيخ الطريقة الحموية الشيخ محمدو ولد شيخنا حماه الله داخل الأوساط الشعبية والحكومية لدول الساحل إلي جانب الحضور الواسع و القوي للطريقة الحموية التيجانية
مشهد غير مسبوق تجسد جليا في طابور طويل و طويل جدا من أحدث الباصات و المركبات و السيارات المتوسطة و الكبيرة الخاصة و العامة و بمختلف الأحجام.
( منها حجة و منها زيارة )
و ذلك لحضور الفعاليات المخلدة لذكري عيد المولد النبوي الشريف لهذا الموسم كما جرت العادة في مثل هذه المناسبات .
و وقوفا و تضامنا من جهة أخري مع الخليفة العامة للطريقة الحموية و ساكنة مدينة انيور في وجه أي إعتداء إرهابي يقوض أمن و إستقرار المنطقة .
في الوقت الذي عم فيه الأمن و الأمان محيط مدينة انيورو بعد وصول تعزيزات عسكرية من قوة الساحل عين المكان و بسط سيطرتها ونفوذها ،
بعد ما تم فك الحصار المفتعل من قبل بعض الإقطاعيين المسلحين و قطاع الطرق من أصحاب الدراجات النارية،
في محاولة يائسة لزعزعة الأمن داخل محيط المدينة و النيل من إستقرارها .
لكن هيهات !!
لقد رفض الخليفة الشيخ محمدو و لد شيخنا حماه اله ، بكل شجاعة و شهامة و بشكل قاطع رغم عروض ضمانات الخروج و الإستقبال اللائق من زعماء و قادة دول شقيقة و صديقة و رموز دينية و شخصيات وازنة داخل المحيط الإقليمي ،
الخنوع و الإنصياع و الإنبطاح للإقطاعيين و عدم قبول الخروج و مغادرة مدينة انيورو في ظل التهديد المباشر و تحت أي ظرف كان و لو أقتضي ذلك حمل السلاح و الدخول في مواجهة مع المعتدين و المسيئين،
دفاعا عن النفس و العزة و الكرامة و مجد الآباء و الأجداد
و مقاومة الظلم و التضحية من أجل المبادئ و القيم السامية مثل الحق و العدل و الصلاح .
تضم مدينة انيورو الساحلية أكبر زاوية حموية،
شكلت علي مر العصور وجهة و قبلة و محجة لمحبي و أتباع الطريقة الحموية المخلصين،
في مختلف المواسم الدينية و غيرها .
بقصد القيام بالزيارات و التبرك و الحضور و المشاركة في الإحتفالات الدينية .
حيث تعد ذكري المولد النبوي الشريف مناسبة دينية ذات خصوصية و دلالات روحية راسخة في التقاليد الحموية ،
تشكل محطة لقاء و تجدد سنويا .
تذوب فيها كل الفوارق و تؤسس للتفاهم و التعاون علي البر و التقوي .
و تعميق الفهم المتبادل للعقائد و الممارسات الدينية،
إحياءا لعظمة الرسالة المحمدية و تعزيز الإرتباط الوثيق بين المسلمين و الرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة و السلام ،
تتجلي مظاهر إحياء ذكري المولد النبوي الشريف في إقامة الليالي و الأماسي المديحية و حلقات الذكر و الإبتهالات ،
و إحياء عبادات دينية من قبيل قيام الليل و قراءة القرآن الكريم و تقديم محاضرات و دروس سرد للسيرة النبوية،
و التملي بالشمائل المحمدية.
إنه بالفعل حدث ثقافي ديني متأصل ،
ساهم في إرساء القيم الروحانية بين شعوب المنطقة،
و إبراز دور الطريقة الحموية التجانية في تعزيز التلاقي و التبادل الثقافي و تحسين و توطيد العلاقات الثنائية،
و خاصة بين الشعبين
المالي و الموريتانى لما يخدم و يراعي المصالح المشتركة قديما و حاضرا و مستقبلا .
في ظل ما يقوم به الخليفة الشيخ محمدو ولد شيخنا احمد حماه الله.
من حين لآخر من دور إصلاح ذات البين بين الشعوب والأقوام علي جانبي الحدود.
مما جعل بعض المراقبين و المهتمين بشأن المنطقة يصفونه بإحدي أهم مرجعيات السلم و الأمن داخل محيط المنطقة و بشهادة الساكنة .
و هو ما تحتاجه المنطقة اليوم أكثر من أي وقت مضي،
نظرا لما تشهده من عنف و عنف مضاد ،
و بشكل قوض الإستقرار داخل منطقة الساحل الإفريقي.
و في ختام إحتفالية هذا الموسم أصدرت الزاوية الحموية التيجانية الكبري بمدينة نيورو ،
بيانا رسميا اوضحت من خلاله بأنها ماضية علي نهجها القائم علي السلم و الوحدة و التعايش .
في ظل مواقفها الثابتة ،
مما يحدث من صراع بين النظام و المجموعات المسلحة من جهة و التنظيمات الإرهابية من جهة أخري.
إذ تؤكد أن هذه الأحداث من صميم مسؤوليات الدولة و مؤسساتها .
و بالتالي فهي ملتزمة بالحياد .
كما كشف البيان أيضا بعض التفاصيل و المعلومات الهامة حول ما تعرض له بعض أبناء مدينة انيورو من سطو و نهب للمتلكات و ترهيب ،
بحيث تم تحديد هوية و إقامة المعتدين .
إذ تحملهم كامل المسؤولية عن سلامة المختطفين من أبنائها و عن ممتلكاتهم المنهوبة .
حفظ الله المشيخة الحموية التيجانية و ساكنة انيورو،
و أدام عليهم الأمن و الأمان و السلامة و الإستقرار ،
و جعل أعمالهم سببا في رفع قدرهم و شأنهم في الدنيا و الآخرة .
وصل اللهم و سلم و بارك علي سيدنا محمد ،
الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق و الهادي إلي صراطك المستقيم،
و علي آله و صحبه حق قدره و مقداره العظيم .
طابت أوقاتكم



