مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

الخرجة الإعلامية الغير منتظرة لرئيس محكمة الحسابات بشأن التقرير السنوي الأخير/ بقلم: اباي ولد اداعة

اختلفت و تباينت كثيرا المواقف التقييمية من الخرجة الإعلامية لرئيس محكمة الحسابات السيد احميده احمد ، حول التقرير السنوي الأخير ، كما أثارت جدلا واسعا داخل الفضاء الأزرق . أنقسم بشأنه الشارع الموريتاني ،

ما بين مؤيد يري بأنها خطوة إيجابية لتعزيز الشفافية و العدالة من خلال توضيح مضامين و مدلولات تقرير المحكمة و رفع اللبس عنها إعلاميا .

بحيث لا ينبغي أن تستغل لزعزعة الإستقرار السياسي أو تصفية الحسابات الشخصية أو الحزبية .

و منتقد يري بأنها خرجة لخلط الأوراق غير موفقة ،

شكلت خيبة أمل و صدمة كبيرة لمواطن مطحون ،

كان يتطلع و يأمل من خلال التقرير الأخير لمرحلة جديدة من المساءلة و المحاسبة لعل وعسي أن تطيح برؤوس فساد كبيرة قد أينعت و حان قطافها .

فإذا برئيس محكمة الحسابات يرفع و يسقط التجريم عن أخطاء تسيير و تدبير وردت في التقرير و كأنه في مرافعة و حالة دفاع عن المفسدين.

في خطوة غير مسبوقة للتقليل من خطورة التقرير .

و هو ما يؤكد جليا عدم صدقية و جدية الإجراءات بشأن محاربة الفساد .

فالفساد ملة واحدة ليس ثمة فساد محظور و آخر محبوب.

و لا هناك فساد ممنوع منعا باتا و

آخر بات ضرورة لتمرير مصالح معينة.

ما دام التقرير لا يرتقي لدرجة الإدانة بالفساد .

لماذا إذن هذا التضخيم ؟!

بحيث تضمن أرقاما مخيفة 450 مليارا اوقية قديمة من أموال الشعب المطحون في مهب الريح !!

و خاصة تقرير بهذا المستوي من الأهمية البالغة تم رفعه و تسليمه لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.

إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون بمثابة ( العيطة اكبيره و الميت فار )

و بالتالي قد لا يترتب عليه أي شيئ .

المواطنون يريدون رؤية إجراءات عملية و نتائج ملموسة لمحاربة الفساد و علي نحو يعزز الشفافية و المساءلة و المحاسبة مثل : المحاكمات و فرض العقوبات و إسترجاع الأموال المنهوبة.

و ليس فقط تصريحات إعلامية مخيبة للآمال.

لعل أبرز ما غاب عن أصحاب هذه الخرجة هو أن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ،

كان بصدد الدخول علي الخط و علي نحو سيقطع الشك باليقين و يؤكد جدية و صدقية الحرب علي الفساد و بشكل لا هوادة فيه .

حيث ألزم الحكومة اليوم بتطبيق توصيات تقرير محكمة الحسابات و بشكل شامل و دون تأخر .

و هو ما دفع معالي الوزير الأول السيد المختار ولد اجاي،

بدوره بإلزام القطاعات الوزارية المعنية بالتقرير ،

بضرورة التنفيذ الصارم و السريع لمجمل توصياته و تحديد العقوبات اللازمة لأجل أقصاه قبل الجمعة القادم .

و هي خطوة تعكس تطلعات المواطن ،

و إن غدا لناظره قريب !!!

بالتأكيد الفساد لدينا قد لا يحتاج لتقارير من الهيئات الرقابية( محكمة حسابات او مفتشية عامة للدولة ) أو غيرها .

بل يتطلب إرادة جادة و صادقة للوقوف في وجه الفساد .

فهو يري بالعين المجردة و بالشعور بتأثيراته السلبية في مختلف مناحي الحياة .

من خلال : -

. تدهور و تدني الخدمات العامة : مثل الصحة التعليم الماء ، الكهرباء ، البني التحتية... الخ .

. التلاعب بالمال العام : مثل الفساد في المشاريع و إبرام الصفقات أو العقود ..الخ .

. الوساطة و المحسوبية : عندما يتم تعيين الأشخاص بناءا علي العلاقات وليس علي الكفاءة و النزاهة.

بالإختصار المواطنون يرون هذه الأمور و يشعرون بتأثيراتها ،

مما يزيد من شعورهم بالإحباط و عدم الثقة بالمؤسسات الحكومية .

تأسيسا لما سبق يبقي من المهم جدا تطبيق القانون بشكل عادل و شفاف ،

و أن يتم محاسبة المسؤولين عن الأخطاء و تجريم الضالعين في الفساد مما يساهم في بناء الثقة في المؤسسات الحكومية و تعزيز مكافحة الفساد .

حفظ الله البلاد و العباد

 

أربعاء, 15/10/2025 - 06:37