مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

الدكتور يوسف ولد حرمه ولد بابانا يكتب: "الفن بين القرار والواقع الاجتماعي"

قرار منع رمي النقود على الفنانين (إيكاون) في المناسبات قد يكون من حيث الشكل محاولة لتنظيم المظاهر العامة، لكنه من حيث الجوهر يصطدم بجذور عميقة في الموروث الثقافي والاجتماعي الموريتاني.

فالفن في بلادنا ليس مجرد ترفٍ أو تسلية، بل هو جزء من الهوية ، ووسيلة للتعبير عن الفرح، والتقدير، والتكريم. والعطاء للفنان أثناء الحفلات ليس تبذيراً كما يُظن، بل هو شكل من أشكال الاعتراف والاحترام لمهنة طالما حملت التراث وحفظت الذاكرة الجماعية.

إن فئة الفنانين في موريتانيا تعيش في أغلبها من دخلها الموسمي في المناسبات والأفراح، ومن دون دعم حقيقي أو دخل ثابت، فإن مثل هذا القرار – إذا لم يُرافق ببدائل واقعية – قد يفاقم معاناتهم ويهدد استمرارية هذا الإرث الفني الأصيل.

لذلك، من الحكمة أن تُراعي الدولة الخصوصية الثقافية وأن تبحث عن حلول وسطى تحفظ كرامة الجميع: تنظيم لا يمنع الفرح، وكرامة لا تلغي العطاء. فالفنان في النهاية هو جزء من الصورة الجميلة لهذا الوطن، يستحق التقدير لا التقييد

خميس, 06/11/2025 - 11:39