مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

رسالة مفتوحة من زعيم حركة "إيرا" بيرام ولد اعبيد إلى القادة السينغاليين

رسالة مفتوحة إلى أبطال الصحوة الإفريقية، قادة السنغال/ بقلم: بيرام ولد داه ولد أعبيد ، نائب موريتاني، رئيس تحالف المعارضة المناهضة للنظام ومبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية (IRA)، حاصل على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عام 2013.

عزيزي عثمان سونكو وباسيرو ديوماي فاي، أيها القادة والإخوة، بعد ليالٍ طويلة من التوتر والأرق في بروكسل، عاصمة أوروبا، قررت أن أكتب إليكما، على أمل أن تطلعا على رسالتي، رغم الأولويات التي تمليها عليكما ممارسة السلطة.

إن إفريقيا تشتاق إلى رواد نضالاتها من أجل الكرامة الحقيقية، الذين رحل معظمهم شهداء دون أن يشهدوا إنجازاتكما. إن استعادة حلمهم كقادة بنّائين تقع على عاتقكما. لكما أن تؤكدا الانتصار على لعنة القدر وضرر القوى الرجعية، سواء كانت داخلية أم متحالفة مع أطماع خارجية. لقد ظلّت أجيال الأفارقة لعقود تحدّق في أفق الغد، الذي كان خالياً من الإصلاح والطمأنينة. قبل مجيئكما، كان الناس يعيشون الأمل شبه المنقذ في قيادة جديدة على طريق الاستقامة الأخلاقية، حتى يتحقق أخيراً وعد التحرر. باتريس لومومبا، روبن أم نيوب، أحمد بن بلة، مهدي بن بركة، عليون بلوندا ديوب وغيرهم، ينتظرون بصبر أرواح العالم، أن نحقق أمنياتهم بإتمام مشروع تحرير القارة.

لقد وضعتما أسس حركة "باستيف"، كجسر للنهضة واستعادة مصير طالما كبّله الفساد والقسوة والأنانية. من خلال انتزاع أدوات الشرعية الشعبية، وبفضل مهاراتكما الحصرية في الإقناع، أنشأتما نموذجاً للفضيلة، حيث فشل معظم أسلافكما بلا هوادة. عليكما أن تثقا بكلام الشيخ، فليس لكما الحق في الخطأ. بعد كل هذه التضحيات، لا مجال للإهمال.

ومع ذلك، تصلنا الأخبار من السنغال عن خلافاتكما. هذه الشائعات تحزننا وتثير فينا القلق، وتزيد من رهبتنا من الفشل وخوفنا من رفض تاريخي قد لا ننهض منه بسرعة.

ورغم ذلك، في إفريقيا، بدأ السكان الأكثر هشاشة، والشباب، والوطنيون، وخاصة الطبقات الاجتماعية الدنيا، خارج حدود بلادكما، يلمحون خلاصهم، لأن انتصاراتكما المتكررة في صناديق الاقتراع تصدق تطلعاتهم لتجاوز القدر المحتوم. إن مثل هذا التحرر لا يمكن أن يكون موضوع مغامرة. إنه خير ثمين، وفقدانه سيكون باهظ الثمن، سيطلق صدمة التراجع ويمهّد طريق العجز.

لذلك، ندعوكما إلى اليقظة والوضوح، لتجنب انقطاع زخم القاطرة المنقذة. إن حركة باستيف , السنغال، تحمل إيماننا المشترك بمستقبل إفريقيا للشعوب، والديمقراطية، والسيادة المستعادة.

أنتما لستما وحدكما. 

ثلاثاء, 18/11/2025 - 16:25