مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

جنرال موريتاني متقاعد: "نتحدث عن السيادة بينما يستمر الإقصاء والتهميش والظلم"

تدوينة للجنرال المتقاعد لبات ولد المعيوف، القائد الأسبق للأركان الخاصة في رئاسة الجمهورية

هل نحن حقًا مستقلون؟

بعد أيام قليلة، سنحتفل بالثامن والعشرين من نوفمبر، التاريخ الرسمي لاستقلالنا الوطني. لكن في أعماقنا، هل يمكننا القول إن سيادتنا مكتملة؟ هل حققنا الحرية الحقيقية، وهل نعيشها بكل أبعادها؟ خلف الاحتفالات والخطابات المدوية، تظل الأسئلة معلقة كظلال ثقيلة فوق مستقبلنا، لا نجد لها إجابات.

نعلن استقلالنا، ومع ذلك تهرب ثرواتنا الطبيعية منا لتعود بالنفع على الآخرين أكثر من شعبنا نفسه. نؤكد استقلالنا، لكن الفقر لا يزال يشكّل حياة ملايين المواطنين، كما لو أن عقودًا مضت بلا تغيير. ندّعي حرية القرار، ومع ذلك تتحكم في خياراتنا الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية قوى خارجية، بعيدة عن أولوياتنا الوطنية، وكأننا نسير على درب محدد لنا مسبقًا.

نتحدث عن السيادة، بينما يستمر الإقصاء والتهميش والظلم في نسج واقعنا الاجتماعي. بعد خمسة وستين عامًا على الاستقلال، يتضح أن السيطرة الآن أكثر خفاءً وانتشارًا، وأحيانًا أكثر ألمًا من الاستعمار المباشر. هذه السيطرة تمارس عبر اعتمادنا الاقتصادي، وضعف مؤسساتنا، وحرماننا من خياراتنا، وعجزنا عن التحكم في مسارنا ومستقبلنا.

النتيجة واضحة: مستقبلنا هش، يغادر أبناؤنا الوطن، وتتصاعد الأزمات، وتتآكل وحدتنا يومًا بعد يوم. الاستقلال لا يُعلن بالكلمات الفارغة، بل يُبنى بصبر، ويُحفظ باليقظة، ويُعيشه الإنسان في كل اختيار وكل فعل. واليوم، يجب علينا الاعتراف بشجاعة أننا لم نتمكن بعد من السيطرة على مواردنا، أو قراراتنا، أو مصيرنا، وأن الطريق نحو استقلال حقيقي ما زال طويلًا وشاقًا

سبت, 22/11/2025 - 12:40