مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

غزواني يشرف على إطلاق مهرجان المدن القديمة في وادان (صور)

أشرف يوم الجمعة الرئيس محمد ولد الغزواني في مدينة وادان بولاية آدرار، على إطلاق مهرجان المدن القديمة من هذه المدينة.

وقد جرى الحفل بحضور عدد من أعضاء الحكومة المرافقين للرئيس غزواني وزعيم مؤسسة المعارضة وعدد من الدبلوماسيين والعديد من الشخصيات.

الرئيس محمد ولد الغزواني، أعلن في كلمة له خلال الحفل الرسمي لانطلاق المهرجان، أنه لم يدخر جهدا، منذ توليه مقاليد الحكم، في سبيل ازدياد رسوخ ومتانة رباط المواطنة ليكون الأساس الحصري لعلاقة الدولة بالمواطنين ودعامة الانسجام الاجتماعي والوحدة الوطنية، لقناعته الراسخة بأن البلد رهين، في بقائه وفي تقدمه وازدهاره، بقدرتنا على تعزيز رباط المواطنة وحمايته في وجه التأثيرات السلبية لمختلف الروابط الأخرى. مشيرا إلى أن ما تحقق في سبيل تقوية رباط المواطنة وتعزيز اللحمة الاجتماعية، هو مما يقع على مسؤولية الدولة حصرا، وهي تدرك أنه، على أهميته، لا يكفي، بل لا بد أن يعززه تحول عميق في العقليات والمسلكيات، يتراجع بفعله التأثير السلبي للقبلية والشرائحية والفئوية على رباط المواطنة.

ولفت إلى أن تاريخ الأمم والشعوب شاهد على أن تحول العقليات والمسلكيات مناط في الأساس بالنخب السياسية، والفكرية، والإعلامية، والفنية، وبالمجتمع المدني عموما، ولن تتمكن الدولة منفردة من إحرازه.

وأضاف أنه يعول كثيرا على إسهام الشباب بحيوية ونجاعة في ترسيخ رباط المواطنة وتقديمه مطلقا على ما سواه من الروابط الأخرى.

وأكد الرئيس ولد الغزواني  أن مدينة وادان سطرت، كغيرها من مدائننا التراثية، فصولا مضيئة من تاريخ أمتنا، مؤكدا أن هذا المهرجان يشكل أحد شواهد الحرص على صون هذا الموروث الثمين، بترقية تراثنا الوطني، والتأسيس لتنمية محلية تثبت الساكنة في مواطنها، وتحفز الصناعات الثقافية والتراثية، وتسهم في تطوير هذه المدائن بنحو منسجم مع خصوصياتها التراثية.

وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، الحسين ولد مدو، قال في كلمة بالمناسبة، أنه تم قبل خمس سنوات إطلاق المكوّنة التنموية لمهرجان مدائن التراث، التي شملت كافة المدن القديمة، إضافة إلى مدينة “جول”، مشيرا إلى أن هذه المكوّنة تأسست على رؤية بعيدة المدى استهدفت الإنسان قبل العمران فكان من نتائجها أن تنامت وترسخت وتحولت إلى مسار تنموي متكامل، تتجدد ثماره ويُقاس أثره في حياة الناس وفي ملامح المكان، وفق رؤية مؤسسة على الإنصاف بوصفه قاعدة للحكم، وعلى قيم المواطنة الجامعة باعتبارها الإطار الناظم لوحدة الوطن وتنوعه، وعلى إرادة صلبة في تغيير الصور النمطية التي طالما شوّهت الوعي وأضعفت الثقة، من أجل كشف ومواجهة كل الممارسات السالبة التي عطّلت طاقات الوطن، وقيّدت إمكاناته، وأعاقت انطلاقته الطبيعية، وعززت بقاء كيانات ما قبل الدولة من قبلية وعرقية وشرائحية.

وأضاف أن جميع المؤسسات التي انبثقت في عهد الرئيس ولد الغزواني، تندرج في هذا السياق، بوصفها تكريسا لتلك البوصلة القائمة على إعلاء قيمة المواطنة إنصافا وتآزرا، وترسيخ المدرسة الجمهورية، والتأمين الصحي، والعدالة الاجتماعية.

وأوضح أن هذه الدورة من مهرجان مدائن التراث منسجمة كل الانسجام مع السياسة العامة للدولة، إذ تمثل ثورة جعلت من التراث رافعة للتنمية، ومن الثقافة روحا للتلاحم الاجتماعي، مشيرا إلى أن هذه النسخة شهدت تطورا نوعيا في مكوّناتها التنموية والعلمية والأدبية، من خلال استثمارات بلغت أربعة مليارات أوقية في مجالات حيوية شملت التعليم والصحة والطاقة والمياه، والاهتمام بالواحات باعتبارها ذاكرة أساسية قبل أن تكون موردا اقتصاديا.

وبين الوزير أن هذه الاستثمارات شملت كذلك تدخلا اجتماعيا تمثل في دعم المساجد والمحاظر، وترميم المدينة القديمة، ودعم التعاونيات النسائية والشبابية، والحرفيين، وذوي الاحتياجات الخاصة، والنُّزُل السياحية، فضلا عن إقامة قرية تراثية متنوعة بأسلوب نوعي، وافتتاح إذاعة وادان، بما يعزز استقرار الساكنة.

وقال إن المكوّنة العلمية للمهرجان حظيت بعناية خاصة حيث سيتم تنظيم عشرات الندوات والمحاضرات العلمية والفكرية، بمشاركة باحثين ومفكرين وطنيين وأجانب، تتناول تاريخ المدائن وأدوارها الحضارية كجسور للتواصل ومراكز للإشعاع الثقافي.

وأشار إلى أن مدينة وادان ستتحول خلال هذه الأيام إلى فضاء حي للإبداع والتلاقي، عبر تنظيم أمسيات أدبية وشعرية وسهرات فنية تعبّر عن التعدد الثقافي الوطني، وتفتح المجال أمام التفاعل بين الحضور.

وأكد وزير الثقافة، أن سنة 2025 شكّلت محطة بارزة في مسار تنفيذ برنامج وطني طموح، حيث شهد قطاع الثقافة حركية جادة، خاصة في المجال التراثي، وترقية مكوّنات التراث الوطني، إذ تم خلال السنة الماضية، ولأول مرة، ترفيع المحظرة إطارا جامعا والاعتراف بها تراثا عالميا، كما تم تسجيل ملحمة صَنْبَه – كَالْأَجُّو تراثا إنسانيا من طرف اليونسكو، إضافة إلى الاعتراف بـاللغة الولفية كلغة عابرة للحدود.

 

جمعة, 19/12/2025 - 14:46