
عند ما يرحل العظماء تنقص الأرض من أطرافها وتذبل زهرة العطاء وريحانة المحبة، وتنهار منارة خير وتجف ينابيع فضل، وبرحيلهم تنفطر القلوب وتنكسر النفوس لأنهم حماة المبادئ وصانعي القيم الذائدين عن حياض الكرم والشرف والإباء، لكنه الموت الذي يأخذ بلا استشارة ويطرق بلا استئذان، الموت بكل قسوته وجبروته فكم من بسمة حولها إلى كآبة وكم من مسرة هتكها، وكم من جرح غائر خلفه في الأجسام وكم من أوجاع أسكنها في ثنايا الأرواح، فالموت عضبٌ لا تخون مضاربه وحوض زعاق كل من