مساحة إعلانية

     

  

    

  

الفيس بوك

السفير الأمريكي: "تفخر الولايات المتحدة بتعاونها العسكري الطويل والمثمر مع موريتانيا"

أجرى موقع الصحراء مقابلة مع سفير الولايات المتحدة الأمريكية المعتمد لدى موريتانيا مايكل دودمان، بمناسبة انتهاء مأموريته سفيرا لبلاده لدى نواكشوط.

وتناولت المقابلة رؤية دودمان لحكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ومستوى التعاون بين البلدين وسياسة الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الساحل وغيرها من المواضيع.

 ووشح دودمان الجمعة الماضي من طرف وزير الخارجية إسماعيل ولد الشيخ سيديا بوسام  كوماندور للاستحقاق الوطني بمناسبة انتهاء مأموريته، كما استقبله الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني صباح اليوم.

 

وفي ما يلي نص المقابلة:

 

مركز الصحراء:  كيف تقيّمون العلاقات الأمريكية-الموريتانية وأنتم تغادرون نواكشوط؟

 

السفير مايكل دودمان: لقد كان لي الشرفً ولعقيلتي أن مثلنا الولايات المتحدة في بلدكم الجميل على مدى السنوات الثلاث الماضية. هناك مجالات كثيرة يمكن استغلالها من اجل تطوير العلاقة بين بلدينا. أعتقد أن الرئيس الغزواني وحكومته يقدرون مدى أهمية العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة في السعي إلى تحقيق تعهدات الرئيس بتشييد موريتانيا أكثر ازدهارًا وتوحيدًا وأمانًا. أعلم أن إفريقيا تمثل أولوية بالنسبة للرئيس بايدن وللإدارة الأمريكية الجديدة ، وعلى هذا الاساس سوف نتواصل مع الدول الأفريقية، بما في ذلك موريتانيا، في وقت مبكر، كشركاء في متابعة مصالحنا وقيمنا المشتركة. آمل أن نرى في السنوات القادمة المزيد من الشركات الأمريكية تستثمر في موريتانيا وتتاجر معها ، والمزيد من التبادلات بين طلاب الجامعات والأساتذة ، والمزيد من التعاون بين الحكومتين بشأن القضايا ذات الاهتمام الإقليمي المشترك. بالطبع ، آمل أيضًا أن تستمر المساعدات الأمريكية لدعم جهود الإصلاح التي تبذلها حكومتكم، لكنني أعتبر أنه سيكون جهدًا قصير المدى لأن موريتانيا بلد غني بموارده الطبيعية الوفيرة ، وأنا مقتنع بأنه مع وجود تسيير أفضل لمواردها الاقتصادية، فإن موريتانيا سوف تتغلب بشكل كبير على اعتمادها على المساعدات الخارجية.

 

مركز الصحراء: مرّت العلاقات الموريتانية-الأمريكية بتقلبات خلال فترتكم، سحبت موريتانيا من آغوا كما كنتم شاهدا على تحول غير مسبوق في السلطة في موريتانيا.. كيف تنظرون لهذه المرحلة؟

 

السفير مايكل دودمان: في عام 2018، سحبت الولايات المتحدة مزايا قانون آغوا من موريتانيا وفرضت بشكل منفصل عقوبات على بعض المساعدات الأمريكية لموريتانيا. و في كلتا الحالتين، استند الإجراء إلى مخاوف بشأن حماية موريتانيا لحقوق الإنسان، بما في ذلك منع وحماية ضحايا الاتجار بالبشر والعبودية الوراثية. وفي العام الماضي تم ألغاء العقوبات على المساعدة اعترافا بالجهود المتزايدة التي حققتها موريتانيا في مجال مكافحة الاتجار بالبشر. و تعتمد العودة إلى الاستفادة من مزايا قانون آغوا، بالإضافة إلى إمكانية زيادة المساعدة الأمريكية لموريتانيا من خلال مؤسسة تحدي الألفية، على الجهود الموريتانية المستمرة لضمان احترام حقوق الإنسان لجميع المواطنين وسيادة القانون. أعلم أن هذه هي الأهداف التي حددها الرئيس الغزواني لنفسه ولحكومته ، ولهذا أنا متفائل بمستقبل التقدم المستمر في هذه القضايا المهمة.

كان أول انتقال سلمي للسلطة في موريتانيا في عام 2019 حدثًا تاريخيًا بالفعل. و بصفتي دبلوماسيًا أمريكيًا لأكثر من 30 عامًا، عملت في العديد من البلدان، وتحت قيادة العديد من الرؤساء الأمريكيين، لتعزيز الديمقراطية، فإنه كان من دواعي سروري أن أكون شاهدا على هذا التحول وأن أكون جزءًا من هذه العملية. إن الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي كانت جزءًا من الحملة الانتخابية للرئيس الغزواني، والتي أصبحت الآن جزءًا من التزاماته تجاه الأمة، ستجعل موريتانيا بلدًا أقوى وأكثر ازدهارًا ، لذلك آمل أنه على الرغم من التحديات التي تمثلها جائحة  كوفيد ستواصل الحكومة، بالتعاون مع المجتمع المدني والقطاع الخاص، جعل هذه الإصلاحات أولوية بالنسبة لها.

 

مركز الصحراء: ترتبط موريتانيا والولايات المتحدة بعلاقات عسكرية لافتة، لماذا كل هذا الاهتمام الأمريكي العسكري بموريتانيا والمنطقة؟

 

السفير مايكل دودمان: تفخر الولايات المتحدة بتعاونها العسكري الطويل والمثمر مع موريتانيا. كان أحد الأحداث البارزة في وفترة مأموريتي كسفير في موريتانيا هو العمل عن كثب مع زملائي العسكريين في كل من موريتانيا والولايات المتحدة لتخطيط وتنفيذ تمرين فلينتلوك هنا في فبراير الماضي. وقد أظهر هذا التمرين مدى اهمية تعاوننا الحالي، بما في ذلك القدرات الجوية الموريتانية الممتازة. و من المؤكد أن أحد أعظم نجاحات موريتانيا خلال العقد الماضي كان تقليص التهديد المحلي الصادر من المتطرفين. هناك العديد من الدروس التي يمكن تعلمها من التجربة الموريتانية ، وآمل أن يعمل بلدانا في المستقبل معًا لزيادة مساهمة موريتانيا في أمن واستقرار المغرب العربي وغرب إفريقيا عموما.

 

مركز الصحراء: كيف تنظرون لمجموعة الخمس للساحل، وما هو تقييمكم لفترة الرئاسة الدورية لموريتانيا التي اشرفت على الانتهاء؟

 

السفير مايكل دودمان: تدعم الولايات المتحدة بقوة منظمة دول الساحل، وهي الدولة الوحيدة التي لديها ممثل لدى الأمانة التنفيذية لمجموعة الساحل . و تعتقد الولايات المتحدة أن مبادرات مثل مجموعة الساحل الخمس، و التي تقودها البلدان نفسها، ستحقق أهم نجاح طويل الأمد في تعزيز الأمن والازدهار في جميع أنحاء المنطقة. كما أننا ندعم بشدة القوة المشتركة لدول الساحل، وقد قدمنا ​​أكثر من 100 مليون دولار لمساعدة هذه القوة المشتركة كما اننا نشيد بالنهج متعدد الأبعاد لمجموعة دول الساحل الخمس و الذي يدرك الأهمية الكبيرة للحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان وللتنمية الاقتصادية، جنبًا إلى جنب مع تحسين الأمن والدفاع، لتحقيق هذه الأهداف. لقد أعجبنا بخارطة الطريق الطموحة التي أعدتها الحكومة الموريتانية لرئاسة مجموعة الخمس، بما في ذلك البناء على إعلان نواكشوط الذي أصدره العلماء القادمون من جميع أنحاء إفريقيا في اجتماعهم في نواكشوط في يناير 2020. لقد كنت سعيدًا بشكل خاص لرؤية اجتماع الرئيس الغزواني مع الأمين العام لحلف الناتو، الشهر الماضي واحتمال زيادة مشاركة الناتو في امن المنطقة لأن الناتو يتمتع بخبرة كبيرة في العمليات الأمنية متعددة الأطراف التي يمكن أن تكون مفيدة جدا لدول الساحل.

 

مركز الصحراء: بخصوص جائحة كورونا، هل ستساهم الولايات المتحدة في تقديم الدعم للدول محدودة الدخل خاصة ما يتعلّق بتوفير اللقاح؟

 

السفير مايكل دودمان: تفتخر الولايات المتحدة بتاريخها الطويل في دعم الصحة العامة في موريتانيا وفي جميع أنحاء القارة الإفريقية. لقد انضممنا إلى الجهود الدولية لضمان وصول لقاحات وعلاجات كورونا إلى البلدان حول العالم، لأن تخليص العالم من هذا الوباء هو أحد أهم أولويات حكومة الولايات المتحدة. و في الواقع، أصدر الرئيس بايدن أمرا رئاسياً في أول يوم كامل له في منصبه يجعل الأمن الصحي العالمي أولوية قصوى للأمن القومي الأمريكي. 

و قدمت الحكومة الأمريكية العام الماضي مليارات الدولارات كمساعدة للمجتمع الدولي لمكافحة جائحة كوفيد 19، بما في ذلك 4 مليارات دولار مؤخرًا للمساعدة في ضمان الوصول العادل إلى لقاحات كورونا الآمنة والفعالة. يضاف الى ذلك أن الولايات المتحدة تعتبر الآن شريكا فعالا في مبادرة كوفاكس من أجل إيجاد لقاحات كوفيد-19 وتوزيعها على الصعيد العالمي بشكل عادل. 

و أود أن أشير إلى أن الرئيس بايدن قد فرض ارتداء الكمامات في جميع المرافق العمومية الأمريكية. ولأن ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي يقللان من انتشار هذا الفيروس. و قد طلبنا من كل العمال هنا في السفارة الأمريكية ارتداء الكمامات أثناء التواجد في السفارة وهي قاعدة وضعتها السفارة منذ عدة أشهر و أنا أتبعها بنفسي. 

 

مركز الصحراء: تابع الموريتانيون ما وقع في الولايات المتحدة من رفض الرئيس المغادر  ترامب لنتائج الانتخابات وتفاقمت ذروة الاحداث وصولا لاقتحام مقر مجلس الشيوخ كيف سيكون تأثير ذلك على مستقبل الديمقراطية في بلادكم؟

 

السفير مايكل دودمان: لقد كانت مشاهد الفوضى التي حدثت الشهر الماضي في مقر الكونجرس لحظة مظلمة في تاريخ الديمقراطية الأمريكية. ومثل العديد من الأمريكيين، شعرت بالفزع. تعتبر الانتخابات الحرة والنزيهة من أهم ركائز الديمقراطية الأمريكية، وقد تحدث الشعب الأمريكي من خلال الإدلاء بأصواته في انتخابات نوفمبر الماضي. و كما رأينا في الأسابيع التي انقضت منذ السادس من كانون الثاني (يناير)، فإن المؤسسات الديمقراطية الأمريكية قوية ومرنة. وقد عبّر الرئيس بايدن عن ذلك بأفضل صورة عندما قال: "لقد سادت الديمقراطية." 

 

مركز الصحراء: ما هو الشيء الذي اثر فيكم وسيبقى في ذاكرتكم طوال فترة عملكم بموريتانيا؟

 

السفير مايكل دودمان: لقد تشرفت بالعمل كسفير للولايات المتحدة في موريتانيا وبالتعرف على بلدكم. وبلا شك أنا وزوجتي تأثرنا كثيرا بكرم الضيافة الأسطوري للشعب الموريتاني. لقد تمكنت من زيارة كل ولايات موريتانيا و تحدثت مع الشباب ورجال الأعمال والأئمة والمسؤولين الحكوميين حول كيف يرون مستقبل الشراكة بين بلدينا. لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لتحقيق هذه الطموحات، وأنا على ثقة من أن السفيرة القادمة والفريق القوي في السفارة الأمريكية، سيعمل جنبًا إلى جنب مع أصدقائنا وشركائنا الموريتانيون و سيستمرون في إحراز المزيد من النجاحات. و أخطط أنا وزوجتي بالفعل لزيارة موريتانيا في المستقبل، حيث يمكننا لقاء أصدقائنا مرة أخرى وزيارة المزيد من المناطق من هذا البلد الجميل و مشاهدة التقدم الذي سيتم إحرازه. 

شكرًا لموقع الصحراء مرة أخرى على إتاحة الفرصة للتحدث مع قرائكم و الشكر موصول لكل الموريتانيين على حسن ضيافتهم وشراكتهم طيلة مقامنا هنا.

 

ثلاثاء, 09/02/2021 - 00:00