بعد تجاذبات حادة أحيانا وعالية الصوت الإعلامي بوجه خاص، أسدل الستار على ملف المسيء، بحكم اعتبره البعض خلاصا من الورطة، بحد أدنى من العقوبة، واعتبره آخرون متاجرة مكشوفة وتلاعبا وتهاونا بعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم.
منذ أن أخذت الدول العربية صكوك الاستقلال الشكلي ومارس حكامها شهيتهم في التفرد باستغلال كل شيء من مقومات أمتهم فوق الأرض وتحت السماء، لم نجد إنجازا مهما أضافوه لحياة شعوبهم ليلحقها بركب الأمم المغذة نحو الرقي والحريّة والازدهار، اللهم إلا ما كان من القدرة الفائقة على الاحتفاظ بالسلطة وتبديد الثروات وسحق التطلعات المشروعة لشعوبهم.
مرة أخرى يتصدر الإعلام المأزوم مشهد الكلام على مائدة قليلة الزاد من الطعام الإعلامي المغذي و إن غصت بخيرة المغذيين من أهل الإعلام مفوهين و محللين و كتبة أصحاب أقلام لامعين، فلم يسمنوا أو يغنوا من جوع الحاضرين رغم الجهود المضنية التي بذلوها و الحصافة التي برهنوا عليها و النية الحسنة التي أبدوها مخلصين.
و من بعد هؤلاء القوم ولج منطقة الكلام خلق المتدخلين من نفس الطينة الإعلامية فلم يجدوا فتاتا يتناولونه و لا مرسى في بحر المحاضرات
في السنوات الأولى من الاستقلال، أذكر على وجه الخصوص إنشاء شركتين كانتا رمزا للسيادة الوطنيّة والاستقلال، هما : شركة الخطوط الجويّة الموريتانيّة والشركة الوطنية للإيراد والتّصدير (سونمكس).
لا شك أن صفة وممارسة الفتوى من الأعمال الخطيرة والمهام الشرعية العظيمة التي ينوب فها الشخص عن رب العالمين ويؤتمن فيه على شرعه ودينه، فالقائم على الفتوى قائم مقام النبي- صلى الله عليه وسلم- مما يعني أنه يجب على المتصدي للفتوى أن يكون غرضه ابتغاء وجه الله والنجاة في الدار الآخرة، وهدفه هو بيان الحق ولا شيء سوى الحق،ويجب عليه فيها البعد عن الخضوع للرغائب والأهواء، أو مجارات لتطورات العصر ورغبات السلاطين،
أخذ زمام المبادرة شعبنا عندما لم يقبل تجارة الغربيين للبشر في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. ورفض شعبنا ثقافيا وعسكريا وزادا وراحلة رسل وارساليات الاستعمار منذ مطلع القرن التاسع عشر الي منتصف القرن العشرين.